البسطاء عندما يتحدثون عن الأشعة يطلقون عليها إشاعة!! فيقول المريض: «الدكتور طلب منى إشاعة» أو «أنا رايح أعمل إشاعة»... إلخ، لزم التوضيح قبل أن أتحدث عما قاله د.حسن البرنس أستاذ الأشعة بطب جامعة الإسكندرية حتى لايخطئ القراء الأعزاء ممن يفتقرون إلى الثقافة الطبية ويقولون أستاذ الإشاعة!! فالرجل أستاذ محترم مبجل فى واحدة من أهم جامعات مصر.

خرج علينا الدكتور البرنس لافض الله فاه بآخر اختراعات واكتشافات جهاز مخابرات الإخوان المسلمين، الذى أصبح يعرف دبة النملة بعد أن اشتد عوده وكوش على مصر، فصار الكبير يقول عندنا تسجيلات، وأصبح مرسى يقول عندنا شيكات، أما مكتب الإرشاد فهو فى منتهى التواضع، فإنه يكتفى بـ: عندنا معلومات!! أما ما تفتقت عنه قريحة الدكتور البرنس، فهو أن هناك مخبرات منقبات من أمن الدولة يصعدن إلى الترام والمترو ويهددن السافرات بقولهن: «بكره حنيجى لكم ونوريكم...إلخ»!! لم أتصور أن يصل خيال الدكتور البرنس إلى هذه الدرجة من أفلام الخيال العلمى ذات الأبعاد الثلاثية! كنت أتخيل أن خياله قد أخذ درسا بليغا من قصة محاولة اغتياله، التى ضخمها الإخوان حتى تخيلنا أنها مؤامرة كونية على سيادته، اشترك فيها الكى جى بى والسى آى إيه والموساد!! واتضح فى النهاية أنها مجرد حادث مرورى عادى جدا، يتعرض له البشر العاديون، من فصيلة اللاإخوان، بصورة روتينية، ولكن لأنهم لا ينتمون إلى هذه الفصيلة النادرة ذات الدم الأزرق، فإن الحادثة تمر مرور الكرام، أما مع الإخوان فهى بالتأكيد والضرورة والبديهى مؤامرة من أمن الدولة والنظام السابق، خطط لها مبارك مع العادلى مع فتحى سرور، بإشراف شارون من على جهاز التنفس الصناعى أثناء إفاقته من الموت الإكلينيكى!

أعجبتنى فكرة المخبرة المنقبة وسألت نفسى سؤالا مشروعا كيف عرفها الدكتور البرنس أصلا؟ هل بعلم الفراسة أم بضرب الودع أم أن أمن الدولة يضع أرقاما على ظهور مخبراته لتمييزهن عن المنقبات غير المخبرات؟!! أعرف أن الفراسة وضرب الودع وفتح الكوتشينة ليست من علوم الأشعة التى يدرسها طلبة الدكتوراه فى كلية الطب، هل المخبرة المنتقبة هى من نفس الجهاز الذى يتبعه الضابط المزيف الذى كان يدفع رشوة للسيدة الغلبانة والذى كان يصوره بعض الإخوة؟! أعتقد أن مقاس الخيال قد وسع كثيرا هذه المرة، والسيناريو كان ناقصا الحبكة الدرامية الجيدة، ولذلك أنصح د.البرنس بضم السيناريست وحيد حامد إلى مكتب الإرشاد برتبة عضو خامل، ونكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد، استفدنا من خبرته كسيناريست وأمنا شره كمؤلف للجزء الثانى من مسلسل الجماعة!